سورة لقمان - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (لقمان)


        


قوله تعالى: {يا أيُّها النَّاس اتَّقُوا ربَّكم} قال المفسرون: هذا خطاب لكفار مكة. وقوله: {لا يَجزي والدٌ عن ولده} أي: لا يقضي عنه شيئاً من جنايته ومظالمه. قال مقاتل: وهذا يعني به الكفار. وقد شرحنا هذا في [البقرة: 48]. قال الزجاج: وقوله: {هو جازٍ} جاءت في المصاحف بغير ياء، والأصل {جازيٌ} بضمة وتنوين. وذكر سيبويه والخليل أن الاختيار في الوقف هو {جازٍ} بغير ياءٍ، هكذا وقف الفصحاء من العرب ليُعلموا أن هذه الياء تسقُط في الوصل. وزعم يونس أن بعض العرب الموثوق بهم يقف بياءٍ، ولكن الاختيار اتِّباع المصحف.
قوله تعالى: {إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ} أي: بالبعث والجزاء {فلا تَغُرَّنَّكم الحياةُ الدُّنيا} بزينتها عن الإِسلام والتزوُّد للآخرة {ولا يَغُرَّنَّكم بالله} أي: بحِلْمه وإِمهاله {الغَرورُ} يعني: الشيطان، وهو الذي من شأنه أن يَغُرُّ. قال الزجاج: {الغَرور} على وزن الفَعول، وفَعول من أسماء المبالغة، يقال: فلان أَكُول: إِذا كان كثير الأكل، وضَروب: إِذا كان كثير الضَّرْب، فقيل للشيطان: غَرور، لأنه يَغُرُّ كثيراً. وقال ابن قتيبة: الغَرور بفتح الغين: الشيطان، وبضمها: الباطل.
قوله تعالى: {إِنَّ الله عنده عِلْم الساعة} سبب نزولها «أن رجلاً من أهل البادية جاء إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إِنَّ امرأتي حُبْلى، فأَخبِرني ماذا تَلِد؟ وبلدنا مُجْدِب، فأَخبِرني متى يَنزل الغيث؟ وقد علمت متى وُلدتُ، فأخبرني متى أموتُ»، فنزلت هذه الآية، قاله مجاهد.
ومعنى الآية: {إِنَّ الله} عز وجل {عنده عِلْم الساعة} متى تقوم، لا يعلم سواه ذلك {ويُنْزِلُ الغَيْثَ} وقرأ نافع، وعاصم، وابن عامر: {ويُنَزِّلُ} بالتشديد، فلا يعلم أحد متى يَنزل الغيث، ألَيْلاَ أم نهاراً {ويَعْلَمُ ما في الأرحام} لا يعلم سواه ما فيها؛ أذكراً أم أنثى، أبيض أو أسود {وما تَدري نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غداً} أخيراً أم شرّاً {وما تَدري نَفْس بأيِّ أرض تموت} أي: بأيِّ مكان. وقرأ ابن مسعود، وأُبيُّ بن كعب، وابن أبي عبلة: {بأيَّة أرض} بتاء مكسورة. والمعنى: ليس أحد يعلم أين مضجعه من الأرض حتى يموت، أفي برٍّ أو بحر أو سهل أو جبل. وقال أبو عبيدة: يقال: بأيِّ أرض كنتَ، وبأية أرض كنت، لغتان. وقال الفراء: من قال: بأيِّ أرض، اجتزأ بتأنيث الأرض من أن يُظهر في أيّ تأنيثاً آخر. قال ابن عباس: هذه الخمس لا يعلمها ملَك مقرَّب ولا نبيٌّ مرسَل مصطفى. قال الزجاج: فمن ادَّعى أنه يعلم شيئاً من هذه كفر بالقرآن لأنه خالفه.

1 | 2 | 3